لا شك ان العديد من ابناء الشبيبة خصوصا من اولائك الذين يشربون الكحول لا يدركون فعلا خطورة واضرار ما يشربونه، ولذلك فان مراسلنا قام بمحاورة الدكتور عمر مصاروة مدينة الطيبة وهو المتحصص في طب العائلة ومدير عيادة الطيبة الشمالية عن هذا الموضوع.

في البداية لا بد ان يشرح لنا الدكتور عمر مصاروة عن ماهية الكحول وكيف تتلخص اضراره، فقال:" المشروبات الكحولية او المشروبات الروحية هي المشروبات التي تحتوي على نسبة معينة من الكحول وقد تكون مخمّرة مثل البيرة او مقطّرة في الويسكي سواء كان مصدرها الفاكهة مثل العنب والتمر والزبيب او الحبوب كالحنطة والشعير والذرة".

الدكتور عمر مصاروة:" الخمر سائل يتبخر عند الحرارة العادية، لاذع الطعم وقابل للاشتعال"

وأضاف:" المركب الرئيسي للخمر هو الكحول الايثيلي او الايثانول وهو الاسم العلمي للكحول وهو سائل يتبخر عند الحرارة العادية، لاذع الطعم وقابل للاشتعال".

" الكحول يسبب الالتهاب الكبدي، جهاز المناعة، الجهاز الهضمي، الجهاز المعدي، الجهاز المعوي، عدم التنبيه والتثبيط، ومشاكل جنسية اخرى"

وعن اضرار الكحول فقال:" اضرار الكحول كثيرة وهي لا تترك اي عضو من الجسم دون ان تؤثر عليه سبيا والمقصود في حال استعماله بكميات كبيرة ومزمنة، فيمكن ان يؤثر استعمال واستهلاك الكحول سلبيا على كل عضو من اعضاء الجسم بما فيها الكبد فيسبب التهاب كبدي كحولي، وجهاز المناعة، والجهاز الهضمي، والجهاز المعدي والجهاز المعوي والجهاز الهيكلي ومنها هشاشة العظام وكذلك وظيفة الغدد الصماء الى جانب التاثير على النواقل الدماغية التي تقوم بوظيفتين مهمتين التنبيه والتثبيط، ولذلك فان الشاربين عندما يسكرون يفقدون هذه النواقل الدماغية ويؤثر ذلك على التنبيه والتثبيط لديهم وعلى ضوء هذا فاننا نراهم يترنحون ويتمايلون بشكل غير ثابت عند المشي، والتبيه لديهم يكون منخفض ويكونوا باشبه بمن هو وافقد للوعي".

واردف قائلاً:" بالطبع التاثير السلبي يظهر ايض على سلوكية الشخص حيث يفقد شخصيته ويمكن ان يصبخ في بعض الحالات عدوانيا وفي حالة الادمان متذللا، الكحول طبعا يؤثر سلبيا على الرجولية/ الفحولية، حيث تقل نسبة هرمون التسترون في الجسم وتزيد كمية الهرمون الانثوي مما يقلل مع الزمن كمية الاشعار (الشعر) في الذق والصدر عند الرجل وينمو لديه الصدر الانثوي، قلة الهرمون الذكري ايضا تضعف الانتصاب عند الرجل وبالتالي سيؤدي هذا الى العجز الجنيس لديه بشكل حاد".

" هناك مخاطر خاصة بالشباب مثل اضرار بالدماغ والذاكرة ويؤدي الى سوء التغذية هذا الى جانب العنف وحوادث الطرق"

وعن تلك الاضرار التي يمكن ان تكون اكثر خطورة لدى الشباب وشريحة الناشئين فقال:" اظهرت الدراسات الجديدة واثبتت ما كان معروفا ان الشباب لاذين يلجأون الى الافراط بتناول الكحول يلحقون ضررا كبير بأدمغتهم حيث ان الدماغ البشري في سن المراهقة والشباب هي كثر عرضة لتأثيرات الكحول من البالغين وقد يلحق اضرارا طويلة الامد بالذاكرة، كثرة استهلاك الكحول تؤدي ايضا الى سوء التغذية عند الشباب وهو الامر الاهم للتطور الجسماني، ويمكننا التطرق ضمن الاضرار ايضا الى ازدياد العنف عد الشباب تحت تاثير الكحول مع كل السلبيات لذلك فهم يتصرفون باشياء لا يتذكرونهها فيما بعد عند انتهاء مفعول تاثير الكحول، وينكن في بعض الاحيان ان يذهبوا ويسافروا الى اماكن لا يعرفونها ابداً، بالطبع حوادث الطرق المؤلمة والمؤسفة التي يمكن ان تنتج عن تاثير المشروب".

" يمكن ان يكون الشرب قاتلا اذا بشكل مفرط.. هناك فوائد بسيطة والاسلام حرّم الخمر"

وردا على سؤال لمراسلنا حول ما اذا كان يمكن للمشروب ان يكون قاتلا اجاب الدكتور عمر مصاروة:" الافراط باستهلاك الكحول له نتائجه التي قد تكون قاتلة احيانا. فعلى سبيل المثال ان كانت نسبة الكحول في الدم هي 0.45% اي ما يسمى lo50 تكون قاتلة لاكثر من نصف البشر، كما سبق وذكرت فالتاثير السلبي العدواني من قبل الشاب والذي يجعله يفقد السيطرة على حواسه ومقاييس وعادات المجتمع والميزات الصحية، مثل تقييم صحيح للمخاطر او درجة حرارة الجسم (هيبوتيرميا) اولا، ومن ثم الجو الخارجي ثانيا، اذ ان الكحول ترفع درجة حرارة الجسم بشكل مؤقت لكن وبعد انتهاء مفعولها فان الجسم يتكيف مع الحرارة الخارجية ومن الممكن ان يهبط بدرجات كثيرة خصوصا في الجور البارد، وهذا يمكن ان يؤدي الى وفاة الشارب".

وتطرق الدكتور عمر مصاروة اخيرا الى الفوائد التي يمكن للكحول ان يعيدها على الشارب فقال:" استهلاك الكحول بصورة معتدلة له فوائد صحية هامة التي تتضمن تقليل خطر حدوث النوبات القلبية، مرض السكري، مرض ألزهايمر، الجلطة الدماغية وكذلك يقلل من الكلسترول السيء (LDL) ويزيد كمية الكلسترول الجيد (HDL)".

وعن شرب الخمر في الدين الاسلامي قال:" يعتبر الخمر في الاسلام محرماً تحريماً مطلقاً، وقد تم تحريمه استناداً الى عدد من الآيات الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية وذلك على عدة مراحل: الاولى- تذكّر بان الخمر اثمٌ ومنافع. الثانية- تذكر منع أداء شعائر الصلاة في حالة السُّكْر. اما المرحلة الثالثة فتشمل تحريماً مطلقاً حسب الآية الكريمة (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوها)".

واختتم الدكتور عمر مصاروة حديثه قائلاً:" بالنهاية فان المثل القائل درهم وقاية خير من قنطار علاج صحيح جدا، الافضل الا تصل الى درجة استهلاك مزمن ودمن لتجنب المخاطر".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]