كشف تقرير لدائرة الإحصاء المركزية في إسرائيل أن وفيات الأطفال الرّضع العرب، حتى سنة من العمر، يبلغ أربعة أضعاف نسبة الوفيات للأطفال في نفس المرحلة العمرية في العائلات اليهودية. وعلى الرغم من أن الخبراء أشاروا إلى أن أحد الأسباب لذلك يعود لكثرة الولادات في العائلات العربية ولزواج الأقارب وللزواج المبكر للنساء، فإنهم أشاروا أيضا إلى النقص الشديد في الخدمات الطبية والتي يعاني منها العرب في النقب. وعلى سبيل المثال، فإن بلدة وادي النعيم في النقب البالغ عدد سكانها نحو 7000 نسمة، لا يوجد فيها عيادة طبية منذ سنتين، وفي منطقتها يوجد 30 ألف نسمة، ولم تُفتتح فيها عيادة لرعاية الأم والطفل إلا قبل خمس سنوات، وقد أغلقت قبل سنتين بادعاء «عدم توفر ميزانيات» ولـ "رفض الممرضات العربيات العمل هناك"، حسب وزارة الصحة. وأصبح على الأمهات العربيات في النقب أن يسافرن 15 كيلومترًا إلى بلدة شقيب السلام حتى يتلقيّن العلاج والمتابعة الطبية اللازمة.

وجاء في تقرير دائرة الإحصاء أنه في عام 2008 بلغ معدل الوفيات لدى الاطفال العرب هو 11.2 طفلاً لكل ألف ولادة بينما بلغ المعدل لدى الأطفال اليهود 2.7 طفلاً لكل ألف ولادة. وتشير المعطيات التي نشرتها مؤخراً وزارة الصحة في لواء الجنوب الى ان هذه الأرقام في ارتفاع، اذ كان معدل وفيات الأطفال العرب في النقب عام 2009 ، 10.5 وفاة لكل 1000 ولادة وارتفع في العام 2010 ليصل الى 13.6 وفاة لكل الف ولادة.

وعلى إثر هذه المعطيات المقلقة قام مركز الحقوق الصحية في جمعية الجليل ومشروع "الأقلية والمرأة الفلسطينية في الموازنة الحكومية" بالإجتماع بمسؤولي دائرة الصحة في النقب لنقاش المعطيات وبحث سبل وآليات عملية للحد من الظاهرة المُقلقة. وقد قام مندوبو دائرة الصحة بطرح إشكالية إغلاق مراكز صحة العائلة وتشغيل ممرضات عربيات في القرى غير العُترف بها في النقب مدعيّن أن إغلاق مراكز الصحة يعود لنقص في الأيدي العاملة وليس بسبب نقص الميزانيات، اذ اشترطت دائرة الصحة أن تكون المُمرضات العاملات فيها عربيات وذلك لتخطي حاجزي اللغة والثقافة في التعامل مع النساء العربيات في النقب.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]