في حفل حضره ما يزيد عن 10 آلاف شخص، نقلت الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، مساء السبت 19 فبراير/شباط الجاري، أجواء الثورة الشعبية التي اندلعت شرارتها في ميدان التحرير الشهير بقلب القاهرة؛ إلى العاصمة القطرية الدوحة؛ حيث غنت من أغنيات التراث ما كان يردده الشباب المعتصمون في ميدان التحرير على مدار 18 يومًا هي عمر الثورة.

وفوجئت إذاعة “صوت الريان” منظمة مهرجان “ربيع سوق واقف” التراثي بالدوحة، بتعدِّي عدد الجمهور ضعف العدد المسموح له في القاعة، وهو 5 آلاف مقعد؛ حيث امتلأت المنطقة المحيطة بالسوق الشهير والشوارع المؤدية إليه، بالجمهور الذي تسابق إلى رؤية شيرين والاستماع لصوتها، من كافة الجنسيات العربية، خصوصًا أبناء الجالية المصرية في قطر.

وحرص أبناء الجالية التونسية على الحضور ورفع علم بلادهم إلى الجانب العلم المصري، في إشارةٍ إلى نجاح ثورتَي البلدين.

بدأت شيرين التي حرصت على الذهاب إلى ميدان التحرير أيام الثورة، حفلها الذي استمر أكثر من ثلاث ساعات، بتحية علم بلادها بقولها: “تحيا مصر” ثلاث مرات؛ ما ألهب حماس الجمهور الكبير الذي احتشد أمامها، ثم غنت “مشربتش من نيلها؟”، قبل أن يطلب منها الجمهور إعادة الأغنية، إلا أنها ردت بالقول: “أنا محضرة لكم مفاجأة”، فغنت “أحلف بسماها وترابها”؛ ما قوبل بتصفيق حار من الجمهور الذي ردد معها كلمات الأغنية الحماسية التي تتغنى بعروبة مصر.

وحرصت شيرين على تحية البلد الذي استضاف حفلها؛ حيث قالت لجمهورها: “أنتم تعرفون أن قطر لعبت دورًا كبيرًا في نجاح الثورة المصرية؛ لذلك يجب أن نشكر جميعًا قناة “الجزيرة” الفضائية على دورها الكبير في هذه الثورة”، وهو الكلام الذي لاقى استحسان كثير من الجمهور الذي هتف للبلد وللقناة.

ثم غنت شيرين مجموعة من أشهر أغنياتها، مثل “أنا مش بتاعة الكلام ده”، و”قال صعبان عليه”، و”أنا في الغرام”، و”حبيت”، و”انكتب لي عمر”، و”كتر خيري”، وغيرها من الأغنيات؛ وذلك قبل أن تغني “آه يا ليل”، وهي أغنيتها الأشهر؛ حيث كان يسميها جمهورها لفترة طويلة قبل أن تصير بهذه الشهرة، “شيرين آه يا ليل”.

“يا حبيبتي يا مصر”

المطربة المصرية التي اعترفت في أحد البرامج الحوارية مؤخرًا بأنه يعيبها أنها لا تحفظ كلمات أغنيات النجوم الكبار، رغم أنها تحب هذه الأغنيات؛ أبدعت في أداء أغنية “عيون القلب” للمطربة الكبيرة نجاة، ثم فاجأت الجمهور بأغنية وطنية أخرى للمطربة شادية؛ هي “يا حبيبتي يا مصر”.

ومع تفاعل الجمهور الكبير معها، قالت شيرين لجمهورها: “يجب أن نحتفل جميعًا كأننا في مصر بلدنا”، ثم نزلت من فوق خشبة المسرح إلى الجمهور لتغني معهم، فازدادت حماسة الجمهور الذي تزايد مع الوقت.

وفي ختام حفلها، قدَّم منظمو المهرجان درعًا تكريميًّا لشيرين التي أحيت بمفردها حفل هذه الليلة، إلا أن ما عاب هذا الحفل شكوى المطربة المصرية أكثر من مرة من رداءة الصوت، وعدم انسجام مجاميع الفرقة الموسيقية مع أغنياتها.

ومن أبرز المشاركين في إحياء ليالي مهرجان “ربيع سوق واقف” الذي يمتد حتى الرابع والعشرين من الشهر الجاري؛ فنان العرب محمد عبده، والفنانة الإماراتية أحلام، والعراقي ماجد المهندس، واللبناني جورج وسوف.

وتجدر الإشارة إلى أن الفنان المصري أحمد ابراهيم شارك شيرين حفلتها وغنى حوالي ساعة، بينما أحيا الليلة التي سبقت حفلتها كل من المطربين القطري غانم شاهين والكويتي عبدالله الرويشد الذي سجّل بدوره حضوراً مميزاً في حفل وُصف بالناجح. الرويشد رفض إجراء مؤتمر صحافي بسبب الإرهاق كونه غنى في مهرجان “الربيع في سوق واقف” مباشرة بعد حفلته في مهرجان “ليالي فبراير” في الكويت، إضافة إلى أنه فضّل التركيز أكثر على إجراء البروفات، وقيل إن طبيباً حضر لزيارته في الفندق بسبب ألم في كتفه.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]