جلستين مدتهما حوالى السبع ساعات تحدث سعد الحريري عن اتهام سوريا باغتيال والده، وعن علاقة والده الجيدة بحزب الله، وعن حلفائه وأخصامه وأمن والده.


- المحقق: جمعنا معلومات تشير الى اتصال هاتفي جرى بين جميل السيد ووالدك، حيث يقول والدك للسيد (بعد استقالة الحريري من الحكومة) "بما أني خرجت من الحكم ما هو رأيك بكلمتي يوم استقالتي" أي حين قال الحريري "استودع الله هذا البلد الحبيب"، وردّ جميل السيد على الحريري قائلاً "كان جيداً وعاطفياً وتعلم انني أعلم أنه لا يمكن ان تشكل حكومة مع الرئيس الحالي بالوساطة ذاتها". هل تملك هذا التسجيل؟.
- الحريري: لا أعلم سنبحث عنه.

- المحقق: هل فاتحك والدك يوماً عن هذا الحديث بالتحديد الذي جرى مع جميل السيد؟
- الحريري: لا

- المحقق: هل أخبرك أي شخص آخر عن هذا الحديث؟
- الحريري: لا ولكن أظن أن شخصاً قال لي إن جميل السيد هدّد والدي يوماً وأبلغه أنه يجب ان يترك البلد وإلا سيقتل وأظن ان ذلك حصل في العام 1999.

- المحقق: لماذا يسأل والدك رأي جميل السيد حول استقالته؟
- الحريري: لأن جميل السيد في "جيبة" السوريين وهو كان دائماً على تواصل معهم.

استقالة الحريري من الحكومة
- الحريري: بشار الاسد قال لوالدي "شكل أي حكومة تريد وأظن ان بشار الاسد وكالعادة هو رجل صريح جداً يقول شيئاً ويفعل شيئاً آخر، وفي الواقع حسني مبارك كان مطلعاً على الموضوع لأن والدي نسق مع مبارك الامر كله. ولكن في النهاية كانوا يلعبون ولم يريدوا والدي ان يعود رئيس حكومة.

- المحقق: عفواً حين تقول "لم يريدوا" من تقصد؟
- الحريري: يعني إميل لحود، جميل السيد، رستم غزالي وبشار الاسد.

- المحقق: ما هي طبيعة العلاقة التي كانت تربط والدك الراحل والسيد طلال سلمان؟
- الحريري: علاقة ابتزاز... بحتة... بمعنى إذا لم تعطنِي المال... سأفجّر كل شي بوجهك... انشر كل ما يتوفر لدي ضدك.

- المحقق: كل ما يتوفر ضد والدك؟
- الحريري: كل ما من شأنه ان يضره... في النهاية طلال كان مقرباً جداً من جميل السيد... كان صديقه... وفي نفس الوقت طلال، وسأقول لك كيف كانت الامور تعمل، السوريون عندما كانوا يريدون من والدي ان يساعد احداً كان رستم يأتي ويقول: رفيق... طلال بحاجة الى مساعدتك. لذلك عليك ان تدفع له بعض المال لأن جريدته مفلّسة.

ولسوء الحظ وعلى الرغم من ان والدي لم يكن يريد ان يفعل ذلك خصوصاً وان "السفير" كانت من أقسى الصحف عليه منذ العام 1992 مع انه لم يكن لديه أي مشاكل مع طلال. لكن طلال كان من النوع الذي اذا دفعت له مالاً يكتب عنك بشكل جيد، تماماً كما شارل ايوب. لكن شارل أيوب كان اسوأ... شارل أيوب عاهر. طلال لديه جريدة وهو يكتب فيها من الممكن ان يكتب شيء سيء لكن لديه كتاب آخرون بإمكانهم ان يعكسوا وجهات نظر أخرى لذلك هو ليس كهذا الذي اسمه شارل ايوب... شارل ايوب مقامر...

من وجهة نظري هو باع ضميره بشكلٍ كامل... طلال سلمان مختلف... كان يقوم بعمليات ابتزاز او بالاحرى كان يستخدم جريدته للحصول على مال وكان لديه صحافيون كإبراهيم الامين... إبراهيم الامين كان من رجال جميل السيد... ابراهيم الامين الذي يترأس الآن جريدة الاخبار كان من رجال السيد... السيد كان لديه ابراهيم الامين في السفير... ونقولا ناصيف في النهار... وطارق ترشيشي في الشرق الاوسط... وشارل ايوب في الديار.

- المحقق: في مقابلة سابقة مع لجنة التحقيق قلت إن السوريين نظموا حملة ضد الحريري قبل 14 شباط 2005... عندما تقول السوريين من تقصد؟
- الحريري: رستم غزالي... آصف شوكت... وأدواتهم المتمثلة بجميل السيد وإميل لحود... لقد قاموا بتنظيم حملة اعلامية وصفت والدي بالخائن وبأنه يقف وراء الـ1959 وهو الذي تسبب بإصداره وانه كما تعلم عدو لسوريا. سليمان فرنجيه وهو قريب جداً من النظام السوري وصف رفيق الحريري بالمشروع المشبوه او ما شابه... وطلال ارسلان وصفه ببركيل قريطم... كانوا قاسين جداً عليه وإذا ما نظرت لما اتعرّض له اليوم من حملة اعلامية فسترى ان المسألة هي نفسها.

- المحقق: في لبنان أو في الدول الاخرى؟
- الحريري: في لبنان... او بالاحرى في لبنان وسوريا تحديداً تشرين والبعث وأذكر اعتبرت ذلك لافتاً جداً للانتباه... لانه كما تعلم فهم عادةً يكتبون تهديدات. عندما تكتب البعث عنك شيئاً فهذا يعني بمثابة تهديد. وأذكر أنني اتصلت بوالدي وسألته إذا ما كان قد قرأ ما كتب في صحيفة البعث لانني كنت أؤيد فكرة ان يقوم بتقديم تنازلات وسألته لماذا لا تتنازل؟

- المحقق: يتنازل عن ماذا؟
- الحريري: هل تذكر... الاجتماع الذي قلت لك عنه بين رستم غزالي وشارل ايوب؟ كانوا يتفاوضون حول الانتخابات في بيروت ولائحة والدي قلت له تنازل، دائماً ما تتنازل... لماذا لا تتنازل هذه المرة... وقال لا لن اتنازل... عمري ستون عاماً... قلت له سيقومون بإيذائك... فأجاب فليفعلوا ذلك... يحفرون قبرهم بيدهم.

- المحقق: وهل كان ذلك موقفك ايضاً من موضوع التمديد للحود؟
- الحريري: التمديد للحود كان مختلفاً.

- المحقق: لماذا هو مختلف ما دام ايضاً نوعاً من انواع التنازل؟
- الحريري: السبب هو أنني عرفت ما الذي ينوون فعله بالبلاد. قبل ذلك لم اكن اعرف. كنت اشجعه في السابق على مواجهته ولكن بعد ان عرفت ما عرفته اصبحت ادعوه لتقديم التنازلات.

- المحقق: شكراً على التوضيح... إذا لماذا تعتقد ان الحملة شنّت على والدك في تلك الفترة تحديداً؟
- الحريري: اعتقد ان ساعة الصفر كانت قد حانت لاغتيال والدي.

- المحقق: متى جاء المعلم للقاء والدك؟
- الحريري: جاء في كانون الثاني على ما اعتقد... في كانون الثاني او شباط لا أذكر... ربما في نهاية كانون الثاني او بداية شباط... اعتقد ان والدي قال له... وانتم تملكون الاشرطة... قال له... انت تطلب مني... وانا اطلب منك ان تقول لبشار الاسد انني لا يمكن ان اكون ضد سوريا او ما شابه لكنكم لا يمكن ان تواصلوا التصرّف بهذا الشكل وليد... ووليد أجابه إنك تمشي على ارض خطرة او شيء من هذا القبيل...

- المحقق: كنت قد قلت شيئاً إيجابياً في السابق عن وليد المعلم.
- الحريري: لو استمعت الى تصريحات وليد المعلم الآن... لقد اصبح اسوأ من بشار الاسد نفسه.

- المحقق: تقصد بعد اغتيال والدك الحريري.
- الحريري: لقد كنت اظن ان وليد المعلم ممكن ان يلعب دوراً ايجابياً في ذلك الوقت لكن ذلك لم يكن كافياً على ما يبدو كما نرى اعتقد كان هناك الكثير من التقارير ومن الكره والان إذا سألتني كيف حدث ما حدث ولماذا حدث فأنا اعتقد أن آصف شوكت وماهر الاسد لهما دور كبير في ذلك.

- المحقق: في ماذا؟
- الحريري: في عملية الاغتيال والتحضير لدفع بشار في اتجاه أخذ هذا القرار... لانه عندما توفي حافظ الاسد ذهبت مع والدي لتقديم التعازي لوالدة بشار وذهبت لتقديم التعازي مع مصطفى طلاس الذي كان وزيراً للدفاع... وبينما كنا ندخل كان آصف مغادراً فنظر طلاس الى والدي وقال له: (الله يستر سوريا من هالرجال) وكان على حق.

- المحقق: هل كنت تعلم ان والدك كان سيتوجه لزيارة سوريا في 14 شباط؟
- الحريري: لا، لو كان لديه نوايا للقيام بزيارة سوريا لكنت عرفت... لكنت عرفت من وسام (الحسن) او عبد (العرب) او من خلال الاشخاص الذين اعرفهم.

- المحقق: قلنا إن والدك لم يلتق ماهر الأسد بحياته، وماذا عن آصف شوكت؟
-
الحريري: آصف شوكت لا أعتقد أنه التقى والدي في الماضي، ولكنه (آصف) لم يحب والدي أبداً. وأغلب المشاكل التي كانت تحصل معنا كانت من آصف شوكت. وأيضاً آصف كان رجلاً سفاحاً، وأعرف ذلك ليس فقط مما سمعته في لبنان، ولكن ايضاً أشخاص تعاملوا معه في الاستخبارات، مثلاً تعلم ما يقوله السعوديون عن آصف.. يقولون انه مثل محمد بن نايف... هو رجل قوي، ويعلمون بكل أفعاله... مرة كنت أجلس مع الاستخبارات الباكستانية، وكان ذلك بعد اغتيال والدي وقال لي إنه التقى آصف شوكت، وكان شوكت يجاهر بأفعال التعذيب التي كان ينفذها.
  

انضموا الى صفحة الفيسبوك الخاصة بموقع بكرا :

http://www.facebook.com/bokranet

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]