قال الممثل الأمريكي دينزل واشنطن: إن تفجيرات 11 سبتمبر/أيلول في الولايات المتحدة لا تمت للإسلام بصلة، وإن مجموعة متطرفين هم السبب، داعيا الأمريكيين إلى عدم تصديق كل ما يرد في وسائل الإعلام.

ولفت إلى أن قرار والدته انتشاله من الشارع كانت نقطة تحول في حياته، من مجرد متسكع متمرد إلى ممثل يقدر بالملايين.

وفي لقاء خاص مع صحيفة "دايلي ميل" الأحد 7 نوفمبر/تشرين الثاني، كشف الممثل الحائز على جائزة أوسكار عن قصة حياته منذ الطفولة، مرورا بمعاناته خلال المراهقة بطلاق والديه، وصولا إلى امتهانه التمثيل صدفة، وأمله الحالي بأن يكون أبا ناجحا أكثر من أن يقال عنه ممثل ناجح.

وينحدر واشنطن من ولاية نيويورك، وتربى في ضواحيها مع أخته الكبرى لوريس وأخيه الأصغر دايفيد. وكانت أمه لين تعمل في محل تجميل، في حين كان يشغل والده وظيفتين ويلقي عظة دينية في نهاية الأسبوع.

ووصف عائلته بأنها عادية تكد في العمل كي تعيش، قائلا "كنت نادرا ما أرى والدي، حالي حال أبناء جيلي، لكنه كان يشجعنا على إنهاء دراستنا الثانوية والبحث عن عمل، لكن أمي كانت تحثنا على دخول الجامعة.. أرادت لنا المزيد".

وطلق والدا دينزل واشنطن حين كان عمره 14 عاما، وانتقل للعيش مع والده، وقال: إنه كان يتجه للكنيسة كل أحد مع والده وأحيانا خلال الأسبوع، وتابع "لم يكن الأمر مرحا، خصوصا في تلك المرحلة العمرية؛ حيث أردت أن أتفرغ للعلب في الشارع مع الأصدقاء".

أزمات المراهقة

وتعرض النجم الأمريكي بعد طلاق والديه لأزمة نفسية، فصادق بعض الشباب السيئ، وبدأ يتورط في المشاكل، على حد تعبيره. ويشرح ذلك قائلا: "كنت مراهقا في أواخر الستينات، وفعلت كل ما قد يفعله مراهقو نيويورك: التسكع في الشوارع، بعض أصدقائي تم القبض عليهم، ورميهم في السجن، لكن حظي كان أفضل من حظهم".

وأردف قائلا: "لو استمررت على ما كنت عليه لما بقيت حيا حتى اليوم، كانت نقطة التحول في حياتي عندما أرسلتني والدتي إلى أكاديمية عسكرية في أوكلاند، انتشلتني من الشارع وأرسلتني إلى مدرسة خاصة، وفي الصيف كانت ترسلني إلى المخيمات التدريبية".

وتابع قرارها غير حياتي. في المدرسة بدأت أحب المطالعة، وكان لدينا أستاذ يقرأ لنا صحيفة نيويورك تايمز يوميا، فبدأت أهتم بما يحدث من حولي وخارج بيئتي الصغيرة، وفتّح عيني على عوالم أخرى.. عرّفني على بعض الأدباء كإرنست همينغواي وسكوت فيتزجيرالد".

أكثر الأزواج استقرارا

والتقى واشنطن بزوجته الممثلة بوليتا أثناء تصويره مسلسلا تلفزيونيا العام 1983م، ويعتبران من أكثر الأزواج استقرارا في هوليوود. ووصف علاقته بزوجته بأنها لم تكن سهلة؛ إذ "يمر الجميع بأيام جميلة وتعيسة، وعليك أن تجتهد لتحافظ على علاقاتك".

ويُرجع الفضل في تربية أولاده الأربعة لزوجته التي أنجب منها جون دايفيد -26 عاما- كاتيا -22 عاما- والتوأمين أوليفيا ومالكوم -19 سنة- وقال: "قررنا أن نؤمّن لهم حياة مستقرة كبقية الأولاد.. وجل ما يهمني الآن هو نجاح أولادي.. فأنا أفضل أن أموت كأب ناجح على أن أموت ممثلا ناجحا".

نجم بالصدفة

وعن امتهانه التمثيل أوضح واشنطن أنه جاء بمحض الصدفة، قائلا: "كنت أدرس الطب في الجامعة، لكن سرعان ما اكتشفت أني لا أريد أن أصبح طبيبا، فلم أكن مجتهدا كفاية في هذا الاختصاص.. وفي عمر العشرين بدأت آخذ حصصا في الدراما وأشارك في بعض المسرحيات.. ثم أصبح حلمي العمل في مسرح برودواي، وأن أكسب ألف دولار في الأسبوع.. لم أكن أظن أني سأذهب إلى هوليوود أبدا".

جاءت فرصته الكبرى حين مثل دور د. فيليب تشاندلر المسلسل التلفزيوني "ساينت ألس وير"، واستمر في لعب الدور لمدة 6 سنوات، وعندها بدأت حياته المهنية رسميا.

في العام 1989م فاز واشنطن بأوسكار عن أحسن ممثل ثانوي في فيلم الحرب الأهلية "جلوري". وفي العام 2002م فاز بأوسكار أحسن ممثل عن دوره في فيلم "تراينيغ داي"؛ ليصبح ثاني ممثل أسود يحوز على أوسكار بعد سيدني بواتييه.

وقال ممثل هوليوود: إنه يأخذ موهبته على محمل الجد، ويحاول أن يسخرها لفعل الخير، واعتبر أن أكبر تأثيرين في حياته هما أخلاقيات والديه في العمل وتعاليم والده الدينية.

وحققت أفلام واشنطن عائدات بقيمة 3 مليارات دولار، نذكر منها "ذا بيليكان بريف"، "كريمزون تايد"، و"أميركان جانجستر". وربما كان أكثر أفلامه إثارة للجدل فيلم "مالكوم إكس" عن ناشط أسود يعتنق الإسلام.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]