سعد الحريري يتقدم ماراثون لبنان للسياسيين!

خلع بعض سياسي لبنان من نواب ووزراء بذاتهم الرسمية وحلّوا ربطات عنقهم وارتدوا ثياباً رياضية مريحة، وليس مرد ذلك أنهم في يوم العطلة الأسبوعية، بل لأنهم أرادوا المشاركة في سباق ماراثون "بلوم بيروت" الذي انطلق في الساعة السابعة من صباح الأحد 7-11-2010 من حرج بيروت وحتى البيال بمشاركة 28072 شخصاً، بينهم 585 عداء محترفاً من 86 دولة عربية وأجنبية.

وتقدم الماراثون الذي انطلق تحت شعار "فكر ما بقدر - أكيد بقدر"، رئيس الحكومة سعد الحريري، ووزيرا الداخلية والبلديات والشباب والرياضة زياد بارود وعلي العبدالله، والنواب: عمار حوري، ستريدا جعجع، غسان مخيبر، خالد زهرمان، آلان عون وسيمون ابي رميا، وعدد من سفراء الدول الأوروبية والعربية، والوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة التي أعطت إشارة سباق الأمهات، وقائد قوات الطوارئ الدولية ألبرتو اسارتا ورئيسة جمعية ماراثون بيروت مي الخليل.

وهي ليست المرة الأولى التي يشارك فيها سياسيو لبنان ورسميوه في الماراثون الذي يحتفل بعامه الثامن على التوالي، ولكن كان لمشاركتهم هذه المرة نكهة مختلفة، إذ إن إدارة الماراثون خصصت سباقاً خاصاً بهم لمسافة 3 كلم فازت به النائبة ستريدا جعجع التي يبدو أنها لا تمثل زوجها رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في المجلس النيابي فحسب، بل في النشاطات الرياضية ايضاً.

ويبدو أن فوز ستريدا لا يبدو تفصيلاً خصوصاً أن خصومها الرياضيين كانوا ذكوراً وبينهم من ينتمي الى المعكسر السياسي المعادي، وقد أصدر مكتبها الإعلامي بياناً أعلن فيه فوزها، مشيراً الى أن "أكثر من 200 شاب وشابة من "القوات اللبنانية" رافقوا السيدة جعجع التي سجلت رقماً يعد جيداً هو 16 دقيقة في مسافة 3 كيلومتراً".

ولم يخل سباق السياسيين الرياضي من التورية السياسية إذ ارتدى بعض المشاركين قمصاناً كتب عليها 8+ 14=22 عيد استقلال لبنان الذي يصادف في هذا التاريخ من الشهر الجاري.

الرياضة تجمع "الخصوم"

جمعت الرياضة ما فرّقته السياسة"، كان أكثر التعليقات المتداولة بين من تابعوا سباق السياسيين اليوم. ولكنه اجتماع مؤقت سادته روح رياضية انتهت مع انتهاء الماراثون ليعود بعدها كل الى موقعه السياسي ويناصب العداء مجدداً لمن كان يعدو معه قبل قليل، علماً أن عدد السياسيين الذين شاركوا في هذا الحدث لم يتجاوز أصابع اليد. ربما أرادوا من عدم المشاركة تجنب إيجاد أسباب جديدة للخلاف، إذ من يضمن ألا تذهب البلاد الى موجة جديدة من التشنج في حال تفوق سياسيو 8 على سياسي 14 آذار أو بالعكس؟!

رئيس الحكومة سعد الحريري جنّب نفسه المنافسة الرياضية، وآثر عدم المشاركة في سباق السياسيين الذي انطلق تحت شعار "محاربة آفة المخدرات وعدم التدخين في الأماكن العامة"، وشارك مع عدد من مرافقيه وفريق عمله في سباق العشرة كليومترات الذي شارك فيه مواطنون من مختلف الأعمار. ولم يفوت الحريري المناسبة من دون إطلاق تصريح تضمن تلميحاً سياسياً وإن بدا في ظاهره رياضياً، فقال: "لبنان بألف خير وإن جميع الأصوات التي تسمعونها هي مجرد أصوات، فنحن جميعاً تحت سماء واحدة وعلى أرض واحدة والبلد بألف خير إن شاء الله".

نجاح مستمر

تجدر الإشارة إلى أن ماراثون "بلوم بيروت" انطلق للمرة الأولى عام 2003، ولم يتخلف عن موعده السنوي رغم كل الظروف الأمنية والسياسية التي عصفت في البلاد اعتباراً من عام 2005.

وقد نجح هذا الماراثون الذي تدعمه وزارة الشباب والرياضة وبالتعاون مع الإدارات العامة والخاصة والمؤسسات العسكرية والأمنية وهيئات المجتمع المدني في أن يحقق صيتاً عالمياً، وهو يطمح الى الدخول في التصنيف البرونزي للاتحاد العالمي لألعاب القوى، علماً أن التصنيف يضم العلامتين الذهبية والفضية أيضاً.

وجديد الماراثون هذه السنة كان السباق لمسافة كيلومتر واحد والمخصص فقط للأمهات والأطفال حديثي الولادة (1 - 3 سنوات)، الى سباق خاص بالمعوقين تحت شعار الرياضة للجميع.

وفي النتائج، أحرز العداء الإثيوبي محمد تمام حسين المركز الأول للعام الثاني على التوالي بعدما قطع مسافة السباق البالغة 42.195 كيلومتر في ساعتين و16 دقيقة و41 ثانية متفوقاً بفارق 47 ثانية على مواطنه ابيري شاني ليما الذي حل ثانياً. واحتل الكيني جيمس ميشاريا المركز الثالث يليه الإثيوبي ابيري داغني ميكوريا.

وحطم اللبناني حسين عواضة رقمه القياسي بحلوله في المركز السابع بعدما أنهى السباق في ساعتين و20 دقيقة و31 ثانية. وفي ماراثون السيدات واصلت إثيوبيا سيطرتها بفوز إيتافيراهو تاراكيجن بالمركز الأول بعدما قطعت مسافة السباق في ساعتين و41 دقيقة و15 ثانية متقدمة بفارق دقيقتين و49 ثانية على مواطنتها ميهرت أنامو التي جاءت ثانية. واحتلت الروسية ايرينا كوزوبوفسكايا المركز الثالث تليها الكينية كارولين شيموتاي بالمركز الرابع واللبنانية ماري العم في المركز الخامس.