أبعدت إدارة مدرسة يهودية في وسط البلاد ووزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، المعلمة صابرين مصاروة من مدينة الطيبة، صباح الأربعاء الماضي، عن عملها بسبب مشاركتها في مسيرة العودة الـ27 في قريتي هوشة والكساير المهجرتين إحياء للذكرى الـ76 للنكبة.

وجاء قرار المدرسة ووزارة التربية والتعليم بإبعاد المعلمة مصاروة بعد أن احتج طلاب وأولياء أمورهم في المدرسة على مشاركتها في المسيرة، والمطالبة بفصلها، وقام عدد من الطلاب وأولياء أمورهم بالتحريض عليها والمطالبة بالتظاهر ضدها في المدرسة.

حاور موقع بكرا المعلمة صابرين مصاروة حول موقفها من هذا القرار.

قضية النكبة مستمرة

وأشارت المعلمة صابرين مصاروة خلال حديثها، الى انها تشارك في مسيرة العودة بشكلٍ ثابت، من منطلق ايمانها بوجوب التواجد والمشاركة مع مجتمعنا في هذه المناسبة، وتكريس الوقت، للتواصل مع قضية ما زالت شائكة ولها تبعياتها، وهي قضية التهجير والنكبة، والعنصرية بالأساس، وعدم المساواة تجاه مجتمعنا.

وأوضحت الى أن هذه المسيرة تذكرها بواجبها للتعبير عن ضرورة معالجة كل القضايا التي تتعلق في مجتمعنا، فردود الفعل على مشاركتها في المسيرة، من الأوساط اليهودية، تدل على ان هناك قضايا لا يريدون التطرق اليها، ولا يرغبون في التعامل معها، وهذا الأمر ربما ينبع من خوف، او من عنصرية، او انهم ما يزالون لا يتقبلون قضيتنا ولا وجودنا.

وأعربت عن ايمانها بمسألة الشراكة بدون إلغاء أي طرف، وحق الطرف الآخر، ان يتذكر ويحيي مناسباته القومية، مشيرةً إلى انها تحترم هذا الأمر، لكن عليهم ايضًا احترام مناسباتها ايضًا، لاهميتها بالنسبة لها ولأنها جزء من الرواية الكبيرة- قصة شعب ووجود

وأضافت: "اتعامل مع هذه المناسبات من منطلق الألم والفقدان، ولا يهمني من يكون، ولا انشغل بتقسيم الناس الى مجموعات، ووضعهم تحت عناوين، وانما لديّ القدرة على رؤية الآخر، والشعور بألمه دون أن ينقص ذلك من هويتي ووطنيتي وانتمائي لأبناء شعبي. واتوقع من الطرف الآخر ان يشعر بألمي ايضًا، ويحترم هذا الأمر ويأخذ مسؤولية ويكون شريكا معي في صناعة مستقبل أفضل لي وله دون أن يظن أنني ألغي وجوده عند توحدّي مع شعبي".

أجيال تعرف الآخر وتحترم هويته

وتابعت: "اذا سألتني كيف انظر الى الأمور، اشعر ان هناك هدية مُنحت للجميع، والهدية هي دعوة للتوقّف والتأمّل "تعالوا نتوقف ونتأمل ماذا حصل؟ وهل هذا الوقت يستدعي ان نتعامل مع الأمور بشكلٍ مختلف. نريد ان نربي اجيالًا تعرف الآخر عن قرب وتحترم هويته، وتحترم مطلبه في العيش بأمان ومساواة. أجيالا مستعدة لأن تصغي له، ولديها القدرة أن تفكر معه وتصنع شراكة حقيقيّة كفيلة بصياغة حياة جديدة ومختلفة. حياة تحترم كل الأطراف، وتحترم وجودنا وتستثمر في الجميع من الناحية التربوية والتعليمية والتثقيفية والاقتصادية".


وأكملت المعلمة صابرين مصاروة: "للأسف هناك اشخاص ما زالوا متقوقعين فقط بروايتهم وقصتهم التاريخية متجاهلين روايتنا لذلك نحن موجودون في هذه الأزمة الكبيرة، لأنه لو كانت هناك مساحة تتيح الإصغاء للآخر، ولتفهمه ومحاورته لما تعمّقت أزمتنا"

واختتمت حديثها: "الموضوع يتوسع ويأخذ حيزًا في دائرة الاهتمام وهذا أمر جيد قد ينقلنا إلى خطوات فعليّة تحمل بجعبتها حكمة وإدراك يشير إلى أنه حان الوقت أن ننشط بطريقة قد تحيك واقعا آخر. علمت اليوم أن هناك معلم يهودي تحدث عن النكبة خلال الأيام التي لم اتواجد فيها في المدرسة وتحدث عن مسيرة العودة، لذا برأيي ان ما حصل هو حول هذه "المحنة" إلى منحة، إذ أنّ ما حصل خلال هذه الفترة دفع إلى بعض الخطوات الجيّدة حتى لو لم تكن بقصد أو تخطيط، وإنما الظروف دفعت إليها، لذا برأيي هذا مكسب قيمي ومجتمعي كبير ومهم وانا فخورة وسعيدة بهذا الأمر".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]